انتشرت في الفترة الأخيرة العديد من الفيروسات القاتلة، مثل فيروس الكورونا والذي التفتت إليه أنظار العالم أجمع بسبب الارتفاع الشديد في عدد حالات الوفاة التي يسببها.
ولكن هناك فيروس آخر يقتل في صمت دون أن يشعر به العالم، هذا الفيروس هو فيروس الإنفلونزا.
لذلك قررنا في أسرة وطب أن نعرض لكم كافة التفاصيل عن فيروس الانفلونزا الموسمية في هذا المقال.
ما المقصود ب الانفلونزا الموسمية؟
عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، تظهر بشدة خلال فترتي الشتاء والخريف، حيث يزداد معدل الإصابة بالانفلونزا الموسمية خلال الشهور ما بين أكتوبر ومايو.
غالبًا تتحسن حالة مريض الانفلونزا الموسمية تلقائيًا خلال أيام قليلة، ولكن في بعض الأحيان تتسبب الإنفلونزا في بعض المضاعفات الخطيرة.
تنقسم الفيروسات المسببة للانفلونزا إلى 4 أنواع هم:
- فيروس إنفلونزا A وينقسم إلي ( A-H1N1) و(A- H3H2)
- فيروس إنفلونزا B.
- فيروس إنفلونزا C.
- فيروس إنفلونزا D.
كيف تنتقل العدوى من شخص لآخر؟
ينتقل فيروس الإنفلونزا عن طريق الرذاذ المتناثر في الهواء عندما يسعل أو يعطس المريض.
بمجرد حدوث العدوى يصبح المريض حاملًا للفيروس، ويمكن أن يصبح ناقل للعدوى من بداية اليوم السابق لظهور الأعراض إلى اليوم الخامس بعد ظهور الأعراض.
يصنع جسم المريض أجسامًا مضادة، تعطي الجسم مناعة ضد سلالة الفيروس الذي أصيب به، ولكن هذه الأجسام المضادة لا تستطيع حماية الجسم من السلالات الأخرى لفيروس الانفلونزا الموسمية.
ما هي أعراض الإصابة بالانفلونزا الموسمية؟
لا يستطيع المريض التفرقة بين أعراض الانفلونزا الموسمية والزكام، فكلاهما يسبب التهاب في الحلق، وسيلان الأنف، والعطس.
أهم الأعراض التي تظهر على مريض الإنفلونزا:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- التعب ، والضعف، وآلام بالعضلات.
- التعرق الشديد.
- السعال الجاف والمستمر.
- ضيق بالتنفس.
- سيلان الأنف ، والصداع.
- التهاب الحلق.
- ألم العينين.
- القيء والإسهال.
ما هي مضاعفات الانفلونزا ؟
يجب زيارة الطبيب فورًا إذا شعر المريض البالغ بإحدى هذه الأعراض:
- التشنجات.
- ضعف شديد وآلام العضلات، وعدم القدرة على الحركة.
- صعوبة التنفس، وآلام بالصدر.
أما في الأطفال، فيمكن أن نلاحظ الأتي:
- صعوبة في التنفس، وألم الصدر.
- ازرقاق الشفاه.
- الجفاف.
- التشنجات.
الأشخاص المعرضين لمضاعفات الإنفلونزا هم:
- مرضى السمنة المفرطة، الذين لديهم مؤشر كتلة جسم (BMI) يبلغ 40 فأكثر.
- كبار السن ممن تزيد أعمارهم عن 65 سنة، وكذلك مقيمي دور المسنين.
- الحوامل والنساء حتى أسبوعين بعد الولادة.
- مرضى ضعف الجهاز المناعي.
- الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل الربو، وأمراض القلب، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد، والسكري، ومرضى السرطان.
- الأطفال تحت سن 5 سنوات، وخصوصًا أولئك الذين لديهم نقص في المناعة.
قد يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و8 سنوات عند أخذهم اللقاح أول مرة، إلى جرعتين متتاليتين من لقاح الإنفلونزا تفصل بينهما أربعة أسابيع، ويمكن مستقبلًا إعطاؤهم جرعة واحدة كل سنة من لقاح الإنفلونزا.
علاج الانفلونزا الموسمية:
مريض الإنفلونزا يحتاج فقط للراحة وتناول الكثير من السوائل والأطعمة الغنية بفيتامين C، ويمكن أن يتناول أدوية تحسن من الأعراض المصاحبة مثل: أدوية الصداع أو خافض الحرارة.
ولكن إذا كان من الأشخاص الأكثر عرضة للمضاعفات، فقد يحتاج إلى زيارة الطبيب لمتابعة حالته.
قد يصف الطبيب له مضادًا للفيروسات مثل:
- اوسيلتاميفير (Oseltamivir).
- زاناميفيرZanamivir.
- وبيراميفيرPeramivir.
الفرق بين الانفلونزا الموسمية والكورونا؟
بالرغم من التشابه الشديد بين أعراض الإنفلونزا والكورونا، إلا إنه يوجد 5 فروق تميز بينهما:
- الحمى: في حالة الإنفلونزا الموسمية تكون الحمى أقل حدة من الحمى المصاحبة لعدوى الكورونا.
- مدة الحضانة: هي المدة ما بين حدوث العدوى بالفيروس وظهور الأعراض، حيث تقل مدة حضانة فيروس الانفلونزا في الجسم عن مدة حضانة فيروس كورونا .
- المضاعفات: تعد مضاعفات فيروس كورونا أشد خطورة من مضاعفات فيروس الإنفلونزا، وتحدث مضاعفات فيروس كورونا لأعداد كبيرة من المرضى وقد تؤدي إلى الوفاة في معظم الحالات.
- العلاج والرعاية الصحية: يحتاج مريض الكورونا إلى تلقي الرعاية الصحية الشديدة خاصة في الحالات الحرجة ، وحتى الآن لا يوجد له علاج محدد، أما مرضى الانفلونزا الموسمية لا يحتاجون إلى الرعاية الصحية إلا نادرًا في الحالات الحرجة، ويمكن للمريض تناول بعض العلاجات التي تخفف من الأعراض مثل : الصداع، وسيلان الأنف، وارتفاع درجة الحرارة.
- تَوَفر اللقاح: يتوفر لقاح الانفلونزا الموسمية في كل دول العالم بعكس الكورونا، حيث أنه حتى الآن لم يتوفر لقاح الكورونا في معظم الدول خاصة الدول العربية.
قد تهمك أيضًا: فيروس كورونا.. وتأثير الحجر الصحي المنزلي على المناعة. الصحة النفسية للأطفال.. وكيف تأثرت بفيروس كورونا المستجد.
الانفلونزا الموسمية في السعودية:
تتسبب الانفلونزا الموسمية في وفاة 14700 سنويًا بالمملكة العربية السعودية، أي أن عدد حالات الوفاة في اليوم الواحد تصل إلى 1225 حالة وفاة، وهو عدد كبير بالمقارنة بالدول الأخرى.
لذلك تكون السعودية في مقدمة الدول التي تهتم بتوفير لقاح الانفلونزا الموسمية لكافة فئات المواطنين، رغبًة في تقليل عدد الإصابات وبالتالي تقلل أعداد حالات الوفاة، وبدراسة الإحصائيات التي تضم عدد المصابين وعدد حالات الوفاة في السعودية، وجد أن هناك بعض الأشخاص هم أكثر عرضة لمضاعفات فيروس الانفلونزا الموسمية.
تطعيم الانفلونزا الموسمية:
عزيزي القارئ يجب معرفة أن فيروسات الإنفلونزا تجدد من نفسها باستمرار، فتظهر سلالات جديدة بانتظام.
لذلك فإن الأجسام المضادة لفيروسات الإنفلونزا التي أصابتك في العام الماضى، لا يمكنها أن تحميك من سلالات الإنفلونزا الجديدة، إذ يحدث اختلافا كبيرا بين الفيروسات الجديدة، والفيروسات التي أصُبت بها من قبل.
فنجد أن تطعيم الانفلونزا الموسمية 2015 يختلف عن تطعيم الانفلونزا الموسمية 2019، نتيجًة لاختلاف سلالة الفيروس منذ سنة 2015 حتى سنة 2019.
يوفر تطعيم الانفلونزا الموسمية حماية ضد ثلاثة أو أربعة من فيروسات الإنفلونزا المتوقع انتشارها في الموسم.
يحتاج اللقاح إلى أسبوعين حتى يستطيع تكوين مناعة في الجسم ضد فيروس الإنفلونزا.
بالرغم من ذلك فإن تطعيم الانفلونزا الموسمية لا تصل فعاليته إلى 100%، لكنه يبقى أفضل وسيلة دفاعية ضد فيروس الإنفلونزا.
هل يحمي تطعيم الإنفلونزا من الإصابة بالكورونا؟
لا يحمي لقاح الإنفلونزا من الإصابة بفيروس الكورونا، ولكن من الضروري أن تأخذ لقاح الانفلونزا هذا الموسم لأن فيروس الإنفلونزا وفيروس كورونا لهما أعراض متشابهة.
لذلك فإن لقاح الإنفلونزا يخفف من الأعراض التي قد يصعب تمييزها عن أعراض الكورونا.
كيفية الوقاية من عدوى الانفلونزا الموسمية:
يمكنك الوقاية من فيروس الإنفلونزا إذا لم تستطع أخذ اللقاح باتباع بضعة خطوات إضافية وهي:
- غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، والتخلص من المناديل بعد استخدامها بإلقائها في سلة القمامة.
- تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة التي قد ينتشر بها فيروس الإنفلونزا.
- لا تخالط مرضى الإنفلونزا لتجنب العدوى.
- استخدام المطهرات والكحوليات لتعقيم الأسطح بشكل مستمر حتى تقلل من انتشار العدوى.
- ممارسة الرياضة باستمرار.
- تناول الأطعمة التي تزيد من مناعة الجسم مع اتباع نظامًا غذائيًا صحيًا.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.
- إذا أُصبت بالإنفلونزا، فعليك الالتزام بالمنزل حتى تتجنب نشر العدوى إلى الآخرين.
وفي النهاية عزيزي القارئ، يجب أن تعلم أن العادات الصحية هي مفتاح الحفاظ على الصحة، فحاول الالتزام بها وابتعد عما يؤذيك، فصحتك تاج فوق رأسك.
