تجميل

الابتسامة اللثوية.. هي ابتسامة ذات طابع خاص

بقلم د. مها محمد أبو غالية
الابتسامة اللثوية

نسمع كثيرًا في عالم الجمال عن مصطلح الابتسامة اللثوية (Gummy Smile) وعن أسبابها، وطرق علاجها المختلفة، المكلفة أحيانا أو التي تستغرق أوقاتًا طويلة يمكن أن تصل لأعوام في أحيانٍ أخرى، فما هي الابتسامة اللثوية ولماذا يهتم الناس بها إلى هذا الحد؟

في هذا المقال سنتعرف عزيزي القارئ مع أسرة وطب على كل ما يمكن أن يدور في ذهنك، لكن..

كم مرة حاولت أن تتذكر شخصًا ما فكان أول ما تسلل إلى روحك ابتسامته الصافية؛ ووجدت نفسك لا إراديا تبادله الابتسام في خيالك؟!

كم مرة حاولت أن تتفادى شخصًا ما تجنبًا لتجهمه وعبوسه؟

ذلك لأن الابتسامة يا صديقي هي المدخل للقلوب وهي أول انطباع يدوم لنا عند الأخرين، كما أنها أصبحت شرطًا هامًا لدى الكثيرين ممن يتطلب عملهم الظهور في أفضل صورة.

فلا عجب أن تجد كل الأنظار الآن متجهة نحوها، الكل يسعى نحو امتلاك ابتسامة جذابة مرسومة باحترافية في بعض الأحيان.

فما هي صفات الابتسامة المثالية كما يراها أطباء الأسنان؟

الابتسامة المثالية هي التي تتناغم فيها الأسنان؛ لونها وشكلها مع طول الشفة العلوية وحركتها، وبينهما أقل قدر يمكن أن يظهر من اللثة ويقدر بأقل من 2 ميليمتر.

الابتسامه اللثويه

تتشارك العديد من العوامل في تصميم الابتسامة الجذابة؛ فهي مهمة تتقاسمها الأسنان، وأنسجة اللثة المحيطة بها، وعظام الفك الأمامية وعضلات الوجه التعبيرية التي تتحكم في حركة الشفة العلوية.

يعدّ أي خلل في هذه العوامل سبب لحدوث الابتسامة اللثوية.

أسباب حدوث الابتسامة اللثوية

1) الشفة العلوية.

  • الشفة القصيرة.
  • فرط حركة عضلات الشفة العلوية.

 في الحالة الأخيرة تتحرك العضلات الرافعة للشفة العلوية بصورة أكبر من المطلوب؛ مما يؤدي إلى ارتفاع زائد للشفة وظهور جزء أكبر من اللثة مسببة تلك الابتسامة اللثوية.

2) الأسنان العلوية الأمامية

  •  خلل في بزوغ الأسنان الدائمة (Altered Active Eruption): يحدث في بعض الأحيان ألا تصل الأسنان الدائمة إلى مكانها الصحيح أثناء البزوغ على الرغم من اكتمال نموها داخل عظم الفك مما يجعلها تبدو أقصر على الرغم من حجمها الطبيعي، ويعطي هذا إيحاء بكبر حجم اللثة المحيطة. 
  • البزوغ الزائد للأسنان الأمامية العلوية (Dentoalveolar Extrusion): يُمكن للقواطع الأمامية على النقيض أن يكون بزوغها زائدا في اتجاه أفقي، مصحوبة بأنسجتها المحيطة من لثة وعظم. 

3) عظم الفك الأمامي العلوي

  • النمو العمودي الزائد لمنطقة الفك (Vertical Maxillary Excess) يؤدي هذا النمو إلى كبر حجم الوجه بصفة عامة، وظهور الشفة بشكل قصير على الرغم من أن حجمها طبيعي. 

4) اللثة

  • تتراجع اللثة تدريجيا أثناء مرحلة بزوغ الأسنان الدائمة حتى تصل إلى نقطة التقاء تاج السن وجذره. لكن يحدث أحيانًا خلل في هذه العملية فتظل اللثة عالقة في الجزء الأخير من التاج مؤدية إلى ظهور الابتسامة اللثوية. (Altered passive Eruption).

الابتسامة اللثوية وتضخم اللثة

هناك فرق عزيزي القارئ بين الابتسامة اللثوية وتضخم اللثة (Gingival Enlargement) فالأخير يعني أنه على الرغم من التناسب الطبيعي بين كل مقومات الابتسامة كما أوضحنا سابقًا، إلا أن شكل اللثة يبدو متورمًا أو ضخمًا مما يجعلها تؤثر بالسلب على ابتسامة صاحبها. 

 ولتضخم اللثة عزيزي القارئ أسباب!

أ) التهاب اللثة بسبب تراكم الجير، وتكوين الجيوب نتيجة عدم الاهتمام بنظافة الأسنان وتفريشها بانتظام.

       ب) تغيرات هرمونية تصاحب الحمل ومرحلة البلوغ.

       ج) وجود حشوات سيئة في الأسنان أثرت سلبًا على أنسجة اللثة المحيطة.

       د) وجود تركيبات ثابتة (التيجان أو الجسور) أو تركيبات متحركة غير ملائمة.

       ه) استخدام بعض أدوية الضغط المرتفع والتشنجات العصبية.

       و) التنفس من الفم بشكل أساسي لدى بعض الأشخاص.

 تُعد كل هذه الأسباب أسبابًا مؤقتة، فيمكن لجلسات إزالة الجير، والالتزام بالتفريش الصحيح وكذلك استبدال الحشوات والتركيبات الغير ملائمة أن يحل هذه المشكلة حلًا نهائيًا.
 أما عن الأدوية فيمكن التحدث مع الطبيب المعالج في إمكانية تغيرها إذا كان مظهر اللثة المتضخمة أصبح يؤثر على نفسية المريض.

علاج الابتسامة اللثوية

  تتنوع طرق علاج الابتسامة اللثوية بناء على أسباب المشكلة، فمثلًا:

  •  إذا كانت الابتسامة اللثوية ناتجة عن فرط حركة عضلات الشفة العلوية، يمكننا أن نقوم بحقن هذه العضلات بكمية قليلة من المواد التجميلية مثل البوتوكس. يقوم البوتوكس بإرخاء هذه العضلات بطريقة آمنة مما يؤدي إلى زوال المشكلة بصورة مؤقتة لفترة تتراوح من 3-4 شهور. يحتاج المريض إلى إعادة الحقن كل فترة للحفاظ على غياب الابتسامة اللثوية، أو تعديل وضع الشفة جراحيًا وهو بديل دائم للبوتوكس.
  • وكذلك إذا كان سبب الابتسامة اللثوية هو بروز عظم الفك الأمامي بصورة كبيرة أو زيادة في نمو عظام الوجه بأكمله، فلا مفر من التدخل الجراحي لإزالة العظم الزائد وإعادة تشكيله.

   ماذا إذا كان سبب الابتسامة اللثوية هو خلل في بزوغ الأسنان الدائمة وانحسار اللثة كما ذكرنا؟

 فقد يحتاج الطبيب لإجراء ما يُسمي بإطالة الأسنان (Crown lengthening) وفيه يزيل الطبيب جزء  من اللثة، وربما جزء من العظم المحيط بهذه الأسنان ليكشف جزء أكبر من الأسنان الأمامية. تكون الأسنان في هذه الحالة ذات حجم طبيعي، لكنه مختفي تحت أنسجة اللثة فنلجأ لعملية بسيطة تسمى

 قص اللثة (Gingivectomy)، ويمكن إجراءها بالليزر أو المشرط الجراحي تحت تأثير التخدير الموضعي. وقد يحتاج الأمر إلى إخراج الأسنان من العظم جراحيا (Surgical Extrusion).

قص اللثة بالليزر:

  تُستخدم هذه الطريقة في الحالات البسيطة التي يكون مقدار اللثة الظاهر يتراوح بين 2-4 ملليمتر. يستخدم طبيب الأسنان شعاع الليزر في قص اللثة الزائدة، وإعادة تشكيلها فيظهر الجزء المختفي من السن.

  مميزات العلاج بالليزر:

  •    سريع، فالمريض يحصل على النتيجة المرغوب فيها في نفس اليوم.
  •    غير مؤلم.
  •    فترة استشفاء سريعة. 
  •    لا يحدث عادة تورم ولا نزيف أثناء وبعد العلاج بفضل أنواع الليزر الحديثة.
  •    يمكن لطبيب الأسنان العام القيام به؛ فهو إجراء لا يحتاج اختصاصي كما في طرق العلاج الأخرى.

مضاعفات الابتسامة اللثوية 

الابتسامة اللثوية عادةً مشكلة تجميلية في المقام الأول، ولكن إذا كان سببها مشاكل في بزوغ الأسنان وطريقة نمو الفك، فهذا معناه أن صاحبها قد يعاني أيضا من مشكلة في إطباق الأسنان والتي تؤثر على مخارج الحروف ومضغ الطعام.

علاج الابتسامة اللثوية بالتقويم

  أصبح علاج الابتسامة اللثوية بالتقويم هو أحد الحلول المطروحة بقوة حاليًا خاصًة إذا كان المريض يعاني من مشاكل في مضغ الطعام، والحديث بجانب الابتسامة اللثوية نتيجة البزوغ الزائد للقواطع الأمامية. يعتمد العلاج على (إدخال) هذه القواطع بواسطة زرعات صغيرة تُثبت في العظم.

 أما إذا كان سبب المشكلة بروز عظام الفك بصورة كبيرة، سيحتاج المريض إلى إجراء جراحة عظمية بواسطة تخدير كلي لإزالة، وإعادة تشكيل عظام الفك العلوي يتبعها علاج بالتقويم لفترة من الوقت للحفاظ على نتيجة هذه الجراحة.

هل يمكن أن يعاني شخص ما من الابتسامة اللثوية فجأة؟!

    هل صادفت عزيزي القارئ صديقا لك لم تراه من فترة ولاحظت أنه أصبح يعاني من الابتسامة اللثوية فجأة؟ لا تتعجب ودعنا نكتشف ما يُسمى بالابتسامة اللثوية الكاذبة.

   يتراوح طول التاج (الجزء الظاهر من السن في الفم) بين 10 -11 ملليمتر ويختلف ذلك بين الرجال والنساء. يُصنّف التاج الذي يبلغ طوله 9 ملليمتر أو أقل في فم المريض بأنه أصبح تاجًا قصيرًا (Short Clinical Crown)، وينتج عن تعرض الشخص إلى صدمة في أسنانه الأمامية أو بعض العادات مثل: 

  • صريف الأسنان أثناء النوم.
  • تآكل الأسنان الناتج عن التسوس. 

 وعليه عزيزي القارئ فقد تغيرت النسب بين الأسنان، واللثة، والعظم كما أوضحنا، وبالتالي ظهرت لنا هذه الابتسامة الكاذبة والتي يمكن حلها بسهولة عن طريق معالجة العادات الخاطئة أولًا ثم استخدام بعض القشور التجميلية أو التيجان في بعض الحالات لاستعادة ابتسامة الشخص السابقة.

تكلفة علاج الابتسامة اللثوية 

تتداخل العديد من العوامل في تحديد تكلفة علاج الابتسامة اللثوية اعتمادًا على الخطوات التي يحددها الطبيب مثل:

  • نوع العلاج المطلوب إن كان جراحيا أم باستخدام الليزر على سبيل المثال.
  • هل سيحتاج المريض لإجراءات أخرى مثل التركيبات الثابتة أو المتحركة.
  • فترة العلاج بالتقويم وما يسبقها من تحضير.
  • إعادة حقن الشفة العلوية كل 3-4 شهور.

ويتراوح متوسط التكلفة بين 300 إلى 8000 دولار أمريكي.

وختامًا أيها القارئ العزيز إن كنت من أصحاب الابتسامة اللثوية فأنت من سعداء الحظ الذين يمتلكون ابتسامة مميزة جدا وفريدة؛ فهي ابتسامة ذات طابع خاص، فلا تتردد أبدًا أن تبتسم!

السابق
فرط نشاط الغدة الدرقية.. الدليل الشامل وطرق الاختبار
التالي
طريقة عمل رز بالخلطه كالمطاعم