الطفل

اعراض فرط الحركة عند الأطفال وقصور الانتباه لديهم.. الأعراض والعلاج

بقلم د. منى فوزي
اعراض فرط الحركة عند الأطفال

تؤرق اعراض فرط الحركة عند الأطفال الكثير من الأمهات خاصةً إذا كانت مصحوبة بعدم الانتباه، فإذا كنتِ من هؤلاء الأمهات قد يكون طفلك مصابًا بمتلازمة تُسمى فرط الحركة وقصور الانتباه، فهيا مع أسرة وطب نتعرف على أعراض فرط الحركة وقصور الانتباه، وطرق علاجها.

تُعد متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه  حالة مزمنة، وتصيب ملايين الأطفال، وغالبًا ما تستمر بعد البلوغ. تشمل هذه المتلازمة عدة مشاكل وهي عدم الحفاظ على الانتباه، والنشاط الزائد، والسلوك المندفع.

يعاني الأطفال المصابون بهذه المتلازمة من عدم تقدير الذات، وتكوين علاقات مضطربة، وضعف الأداء الدراسي. 

قد تقل الأعراض مع التقدم في السن، ولكن لا يستطيع بعض الأشخاص التخلص منها، بل يتعلموا أساليب معينة للوصول إلى النجاح.

يعتمد العلاج على التعامل مع الأعراض، ويشمل تناول الأدوية والعلاج السلوكي، ويساعد التشخيص المبكر على الوصول لأفضل النتائج العلاجية.

أعراض فرط الحركة وقصور الانتباه عند الأطفال:

  • تشمل الملامح الأساسية لمتلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه كثرة الحركة، وعدم الانتباه والسلوك المندفع. تظهر أعراض هذه المتلازمة قبل سن 12 سنة، وتُلاحظ عند بعض الأطفال عند سن الثالثة، وقد تستمر الأعراض حتى بعد البلوغ. 
  • تنتشر متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه لدى الذكور أكثر من الإناث، ويختلف سلوك الذكور عن الإناث، فقد يكون الذكور كثيري الحركة، أما الإناث فتكون قليلة الانتباه.

توجد ثلاثة أنواع فرعية من متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه عند الأطفال وهي:

  • أن تكون الأعراض السائدة هي أعراض عدم الانتباه.
  • أو أن تكون الأعراض السائدة هي أعراض فرط الحركة.
  • أو أن يعاني الطفل من أعراض عدم الانتباه مع فرط الحركة.

أعراض عدم الانتباه عند الأطفال: 

تظهر أعراض عدم الانتباه عند الأطفال في الصور الآتية:

  • عدم القدرة على الانتباه للتفاصيل، وعمل أخطاء في الواجبات المدرسية بسبب عدم الانتباه (عدم التركيز في التفاصيل). 
  • عدم الحفاظ على التركيز أثناء عمل الواجبات المدرسية، أو أثناء اللعب.
  • يظهر كأنه لا يسمع حتى إذا كان الحديث موجّه له مباشرةً!.
  • لا يتبّع التعليمات، ولا يستطيع إنهاء الواجبات المدرسية والأعمال المنزلية.
  • لا يستطيع تنظيم المهام، والأنشطة.
  • يتجنب المهام التي تحتاج للجهد الذهني مثل الواجبات المدرسية.
  • لا يحافظ على الأشياء التي تخصه مثل لعبه، وأقلامه.
  • يتشتت بسهولة.
  • ينسى القيام ببعض الأعمال مثل القيام بالأعمال المنزلية.

اعراض فرط الحركة عند الأطفال:

يمكن ملاحظة اعراض فرط الحركة عند الأطفال في الصور الآتية:

  • يمل من الجلوس، ويفرك يديه ورجليه بشدة عند الجلوس لفترة طويلة.
  • يجد صعوبة في الجلوس في الفصل أو في أي مكان.
  • يتحرك باستمرار.
  • يجري ويقفز في أي مكان حتى إذا كان غير مناسب.
  • لا يستطيع اللعب أو القيام بالأعمال المنزلية بهدوء.
  • يتكلم كثيرًا.
  • يجيب على الأسئلة بدون تفكير، ويقاطع السائل.
  • لا ينتظر دوره.
  • يقاطع الآخرين ويتطفل عليهم أثناء الحديث، واللعب، والقيام بالمهام المكلف بها.

اعراض فرط الحركة عند الأطفال الرضع:

تشير دراسة إلى أن 20% من الرضع الذين يعانون من بكاء مستمر، ومشاكل في النوم والرضاعة خلال السنة الأولى، يتعرضوا لمشاكل سلوكية أثناء الطفولة منها متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه.

تكون أغلب هذه المشاكل مؤقتة، وتزول أعراضها قبل سن المدرسة، لكن الأمر قد يتطلب تدخلًا مبكرًا لمنع أو تقليل الآثار على المدى الطويل، إذا استمرت الأعراض عند بعض الأطفال مثل هؤلاء ممن ولدوا لعائلات لديها مشاكل نفسية أخرى، أو مشاكل في التعامل مع الآخرين. 

قد ترتبط المشاكل السلوكية بأعراض متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه، وتتمثل في سلوك عدواني، أو مدمر، أو نوبات غضب شديدة.

تشخيص متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه:

 تُشخّص متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه عن طريق مناقشة الأعراض مع الطفل، والوالدين، ومعلمي الطفل، وملاحظة سلوك الطفل. 

يجمع الطبيب معلومات عن أي مشاكل مشابهة في العائلة، أو أي أسباب تؤدي إلى ظهور الحالة.

تجرى بعض الاختبارات لقياس حالة الطفل النفسية، والعصبية لتأكيد التشخيص.

تشمل هذه الاختبارات ما يلي:

  • معرفة التاريخ الطبي والاجتماعي للطفل، وأسرته.
  • الكشف السريري، والتقييم العصبي عن طريق قياس المهارات البصرية، والسمعية، واللفظية، والحركية. قد تُجرى بعض الاختبارات إذا كانت أعراض فرط الحركة مرتبطة بمشكلة جسمانية أخرى.
  • تقييم مستوى ذكاء الطفل، وموهبته، وقدراته الشخصية؛ غالبًا ما يجرى هذا التقييم بالاستعانة بالوالدين، ومعلمي الطفل إذا كان الطفل في سن المدرسة.
  • تقييم نفسي يُسمى نيبا (Neurological EEG Based Assessment Aid) يقيس موجات بيتا، وثيتا الخاصة بالمخ. تعلو نسبة بيتا إلى ثيتا عند الأطفال، والبالغين المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة عن الأشخاص الطبيعيين. 

علاج فرط الحركة وقصور الانتباه:

لا يوجد علاج لفرط الحركة وقصور الانتباه؛ لكن يوجد عدة خيارات لعلاج الأعراض، وينقسم العلاج إلى علاج دوائي، علاج غير دوائي.

ينقسم العلاج الدوائي إلى أدوية منبهة، وأدوية غير منبهة، ويتخذ الطبيب قرار العلاج الدوائي بالمشاركة مع الوالدين.

1- الأدوية المنبهة: 

تستخدم أدوية الجهاز العصبي المركزي لعلاج فرط الحركة وقصور الانتباه، وترفع هذه الأدوية نسبة الدوبامين والنورأدرينالين في المخ؛ مما يساعد على زيادة تركيز الطفل.

تشمل الأدوية المنبهة التي تستخدم للعلاج ما يلي:

  • منبهات الأمفيتامين: تشمل أدرال (Adderall)، ودكسديرين (Dexedrine)، ودكستروستات (Dextrostat).
  • دکسترو ميثم فيتامين (Desoxyn).
  • دكسترو ميثيل فينيدات (Focalin).
  • ميثيل فينيدات (Concerta،  Daytrana، Metadate، Ritalin)  

2- الأدوية غير المنبهة: 

تستخدم الأدوية غير المنبهة عندما لا تحقق الأدوية المنبهة النتيجة المطلوبة، أو عندما تكون الآثار الجانبية للأدوية المنبهة مرهقة للطفل.

ترفع الأدوية غير المنبهة نسبة النورإيبينفرين في المخ؛ مما يقوي الانتباه، والذاكرة. 

تشمل الأدوية غير المنبهة ما يلي:

  • أتوموكسيتين (Atomoxetine): استراتيرا (Strattera).
  • مضادات الاكتئاب مثل نورتريبتيلين (Nortriptyline): باميلور (Pamelor).
  • جوانفاسين (Guanfacine): انتونيف (Intuniv).
  • كلونيدين (Clonidine): كابفاي (Kapvay).

الآثار الجانبية لأدوية فرط الحركة وقصور الانتباه:

 الآثار الجانبية للأدوية المنبهة وغير المنبهة متشابهة؛ لكنها تكون أشد في حالة الأدوية المنبهة.

تشمل الآثار الجانبية ما يلي:

  • الصداع.
  • ألم بالمعدة.
  • اضطرابات في النوم.
  • العصبية، والتوتر.
  • خسارة الوزن.
  • جفاف الحلق.

توجد آثار جانبية أكثر خطورة؛ لكنها نادرة الحدوث تشمل:

  • الهلوسة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الحساسية.
  • الأفكار الانتحارية.
  • يمكن أن تسبب الأدوية غير المنبهة بعض التشنجات.

أما العلاج غير الدوائي فيشمل :

  • العلاج النفسي: يساعد العلاج النفسي الطفل على التعامل مع أصدقائه، والأشخاص المحيطين به، ويستطيع اكتشاف نمط سلوكه وتعديله، كذلك يتعلم الطفل كيفية الاختيار في المستقبل، ويساعد العلاج الأسري (بمساعدة أفراد الأسرة) على تعديل سلوكه.
  • العلاج السلوكي: الهدف من العلاج السلوكي أن يكتشف الطفل سلوكه ويغيره. يقوم الطفل بتعديل سلوكه بمساعدة والديه، ومعلميه، ويتعلم التصرف بشكل صحيح تجاه مواقف معينة. يعتمد العلاج السلوكي على مكافأة الطفل عندما يتصرف بشكل صحيح، واعطائه فرصة ليهدأ إذا كان يعاني من نوبة غضب شديدة.
  •   توجد بعض الوسائل التي تساعد الطفل على التعامل مع البيئة المحيطة مثل: تعليمه المشاركة، وحثه على النجاح وتشجيعه، وعمل جدول للروتين اليومي، وتدريبه على ترتيب أشيائه الخاصة والحفاظ عليها، وتعليمه الاهتمام بإنهاء واجباته المدرسية في موعدها.     
  • تعلم المهارات الاجتماعية: يتعلم الطفل عدة مهارات للتعامل مع بيئته الاجتماعية مثل انتظار الدور، أو طلب المساعدة، أو مشاركة اللعب، أو التعامل مع الاستفزازات. 

نؤكد أخيرًا أن شعور الطفل بالحب، والأمان يساعده على التأقلم، والتعامل الصحيح مع المجتمع.

السابق
طريقة عمل السمك المقلى بالصلصة بطعم رائع
التالي
طريقة عمل الكيكة الاسفنجيه الهشة لأعياد الميلاد