بقلم د. ياسمين أحمد اللباني
يعاني البعض من اعراض الشرخ الشرجي ويحدث ذلك في جميع الفئات العمرية لاسيما في الأطفال والرضع. قد يكون الشرخ الشرجي بسيطًا أو مزمنًا، عادةً ما يكون مصحوبًا بألم شديد نتيجة حدوث الإمساك المتكرر، أو اتباع عادات غذائية غير سليمة تزيد من ظهور هذه الأعراض، أو نتيجة عدة أسباب أخرى سوف نقوم بإيضاحها مع ذكر اعراض الشرخ الشرجي وكيفية الوقاية منه.
عزيزي قارئ المقال على موقع أسرة وطب؛ فقط عليك متابعة المقال حتى النهاية لمعرفة تلك المعلومات بتفصيلٍ ووضوح.
ما الشرخ الشرجي؟
الشرخ الشرجي أو ما يسمى (Anal fissure) هو تمزق بسيط في الطبقة المخاطية المبطنة لفتحة الشرج، ومن اعراض الشق الشرجي وجود نزيف دموي مخاطي وألم أثناء وبعد حركة الأمعاء مع حدوث انقباض في العضلة العاصرة لفتحة الشرج.
اعراض الشرخ الشرجي
يوجد العديد من اعراض الشرخ الشرج مثل:
- دم أحمر فاتح اللون نتيجة وجود المخاط.
- ألم يحدث أثناء وبعد حركة الأمعاء.
- تشقق واضح حول فتحة الشرج.
- ورم بالقرب من فتحة الشرج وتمزق بالعضلات المحيطة ويعد ذلك من اعراض الشرخ الشرجي المزمن.
- وجود حكة في منطقة الشرج.
أسباب الشرخ الشرجي:
- الإمساك المزمن؛ إذ يُزيد الإمساك من تمزق الطبقة المخاطية وأيضًا يزيد من احتمالية تمزق العضلة حول فتحة الشرج وخروج دم كما ذكرنا في اعراض الشرخ الشرجي.
- التوتر أثناء عملية التبرز.
- خروج براز كبير أو صلب فيسبب جرح بالشرج.
- الإسهال المزمن.
- الولادة؛ ويكون الشرخ الشرجي أكثر شيوعًا في النساء بعد عملية الولادة.
- الجماع الشرجي.
وهناك أيضًا عزيزي القارئ بعض الأسباب الأخرى لظهور اعراض الشق الشرجي ولكنها أقل شيوًعا مثل:
** الإصابة بمرض الزُهري.
** السل.
** سرطان الشرج.
** التهاب الأمعاء (مرض كرون)؛ إذ أن التهاب بطانة الأمعاء يعزز حدوث التهاب في الطبقة المخاطية لفتحة الشرج.
الشرخ الشرجي لا يرتبط بعمر؛ إذ يمكنه الظهور في أي عمر ولكنه أكثر شيوعًا في الرضع والأطفال نظرًا لحدوث الإمساك بشكل كبير في هذه المرحلة العمرية.
ولكن لا داعي للقلق؛ فالعلاج يكون بسيط في أغلب الحالات، ويمكن أن يتم الشفاء من الشرخ الشرجي في خلال 4 إلى 6 أسابيع دون تناول أدوية؛ فقط باتباع طرق الوقاية والتخفيف من اعراض الشرخ الشرجي.
علاج الشرخ الشرجي:
بعض الحالات لا تحتاج إلى علاج كما ذكرنا، ويمكن أن يتم شفاء تلك الحالات باستخدام بعض العلاجات المنزلية البسيطة واتباع طرق الوقاية لتجنب ظهور اعراض الشرخ في الشرج مرة أخرى، ولكن في بعض الأحيان لابد من استخدام الأدوية.
الأدوية المستخدمة في علاج الشرخ الشرجي:
* مخدر موضعي مثل الليدوكايين، إذ يعمل على تخفيف الألم وتهدئة الأعراض.
* استخدام الكورتيزون الموضعي للحد من اعراض الشرخ الشرجي والالتهابات، ويُفضل استخدامه قبل عملية التبرز.
* استخدام مرهم النيتروجلسرين الموضعي الذي يزيد من تدفق الدم إلى الشرخ ومن ثَم يساعد على الشفاء، إلا أنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية مثل: الصداع.
* تناول الأدوية التي تعمل على انخفاض ضغط الدم فمويًا أو استخدامها كعلاج موضعي في حالة عدم الشفاء بعد استخدام مادة النيتروجلسرين أو حدوث أعراض جانبية لتلك المادة؛ إذ تعمل تلك الأدوية على استرخاء العضلة العاصرة الشرجية وذلك يخفف من اعراض الشرخ الشرجي، ومن أمثلتها: نيفيديبين وديلتيازيم.
* حَقن البوتوكس (Botox) في العضلات العاصرة؛ إذ تعمل مادة الحَقن (botulinum toxin) على ارتخاء العضلات ومنع انقباض فتحة الشرج.
* يمكن إجراء جراحة وإزالة جزء صغير من العضلة الشرجية للعمل على ارتخائها في الحالات المزمنة أو في حالة عدم الشفاء بعد استخدام الأدوية واتباع نصائح الوقاية.
تكون الجراحة حينئذٍ هي الحل الأفضل؛ فلا يوجد أي وسيلة مثبتة لعلاج الشرخ الشرجي المزمن سوى الجراحة.
اُستبدلت الجراحة المؤلمة مؤخرًا بالجراحة باستخدام الليزر؛ إذ كشفت الدراسات أن الجراحة باستخدام ليزر ثاني أكسيد الكربون في علاج الشرخ الشرجي هي عملية بسيطة وآمنة كما أنها أقل أعراضًا جانبية.
كيفية الوقاية من الشرخ الشرجي
يمكنك تفادي اعراض الشرخ الشرجي باتباع بعض النصائح الضرورية منها:
- الإكثار من تناول الخضراوات؛ لاحتوائها على الألياف التي تمنع حدوث الإمساك؛ إذ تخرج تلك الألياف مع البراز ولا تُمتص خلال الأمعاء مما يسهل عملية التبرز.
- شرب كمية كافية من السوائل يوميًا لتجنب الإمساك.
- ممارسة الرياضة بصورة دورية بانتظام.
- النقع أو الجلوس في الماء لمدة 15 إلى 20 دقيقة يوميًا؛ إذ يساعد ذلك على اختفاء اعراض الشرخ الشرجي بشكل ملحوظ.
- تجنب الضغط النفسي؛ إذ يؤثر الضغط النفسي على حركة الأمعاء ومن ثَم يزيد من احتمالية حدوث الإمساك أيضًا.
- تناول الأعشاب أو الأدوية الملينة في حالة تكرار حدوث الإمساك لتفادي اعراض الشرخ الشرجي.
- الحفاظ على منطقة الشرج جافة خصوصًا في الأطفال.
- تغيير الحفاض للأطفال باستمرار.
متى يمكن زيارة الطبيب:
في حالة خروج دم من فتحة الشرج أو الشعور بألم أثناء حركة الأمعاء يجب مراجعة الطبيب للقيام بالفحص.
كيفية التشخيص السليم:
يبدأ الطبيب عادةً بالسؤال عن التاريخ المرضي أولًا ثم يفحص فتحة الشرج، يكون الشرخ مرئيًا في الأغلب.
كما يمكن إجراء فحص المستقيم للتأكد من التشخيص السليم في حالة وجود الشرخ في جانب فتحة الشرج؛ إذ يعتبر ذلك دليل على وجود حالة مرضية أخرى مثل مرض كرون.
يُجرى الفحص هنا بإدخال منظار(عبارة عن أنبوبة رفيعة) في المستقيم للتمكن من رؤية الشرج.
يتطلب الأمر أحيانًا القيام بعمل منظار القولون للتأكد من عدم وجود سرطان القولون.
يظهر الشرخ الشرجي الحاد على هيئة قطع الورق، وقد يكون هناك نمو لحمي داخلي أو خارجي.
المضاعفات المحتمل حدُوثها:
هناك بعض المضاعفات المحتملة مثل:
- تكرار الشرخ الشرجي وذلك يعزز حدوث شق في مكان آخر وذلك يزيد من اعراض الشرخ الشرجي.
- قد يمتد تمزق الطبقة المخاطية إلى العضلة المحيطة بالشرج ويتم علاج هذه الحالة بالجراحة أو الأدوية على حسب شدتها.
- طول فترة المعاناة من اعراض الشرخ الشرجي وعدم الشفاء بعد 8 أسابيع حتى بعد تناول الأدوية.
