الطب العام

اعراض الحمل خارج الرحم | علامات تُنذرك مبكرًا فانتبهي

 بقلم: د/ جهاد عمر 
اعراض الحمل خارج الرحم

يُعد الحمل خارج الرحم حالة مرضية، إذ لا يُمكن أن يتحول إلى حمل طبيعي، وغياب التشخيص السريع قد يُشكل خطورة على الحياة؛ وتتعدد اعراض الحمل خارج الرحم، و أسبابه، وطرق علاجه وهذا ما سنتناوله في هذا المقال من أسرة وطب.

ما هو الحمل خارج الرحم؟

يحدث الحمل الطبيعي في الأنثى عندما تنتقل البويضة من المبيض إلى الرحم عبر قناة فالوب، وهو المكان الذي تُخصب فيه البويضة بأحد الحيوانات المنوية للذكر، لتستقر في بطانة الرحم وتبدأ في نموها الطبيعي نحو تكوين الجنين.

أما في حالة الحمل خارج الرحم -أو ما يُعرف بالحمل المُنتبذ- تلتصق البويضة المخصبة في مكان آخر غير بطانة الرحم، غالبا ما يكون هذا المكان قناة فالوب، وفي حالات نادرة قد تستقر هذه البويضة في مناطق أخرى من الجسم مثل: المبيض، أو داخل تجويف البطن، أو في الجزء السفلي من الرحم “وهو ما يعرف بعُنق الرحم”.

أسباب الحمل خارج الرحم

إن أسباب الحمل خارج الرحم غير واضحة تحديدًا، ولكن هناك بعض الحالات التي تكون مقترنة بهذه الحالة غير الطبيعية منها:

  • وجود التهاب داخل قناة فالوب. 
  • وجود نُدب في قناة فالوب سواء من عدوى أو من عملية جراحية سابقة.
  • عيوب خلقية.
  • أي حالة طبية تؤثر علي شكل وحالة قناة فالوب أو الأعضاء التناسلية.

اعراض الحمل خارج الرحم

اعراض الحمل خارج الرحم

قد لا تشعر المرأة بأي أعراض في البداية، ولكن تُعاني بعض السيدات من اعراض الحمل خارج الرحم في الأيام الأولى من الحمل، وتبدأ اعراض الحمل خارج الرحم في الظهور عند معظم السيدات ما بين الأسبوع الرابع إلى الأسبوع العاشر من الحمل. 

اعراض الحمل خارج الرحم الأولية

  • علامات الحمل الطبيعية.
    مثل: تأخر الدورة الشهرية، والغثيان المستمر، وآلام بالثدي، وكثرة الحاجة المتكررة إلى التبول.
  • ألم بالمعدة.
    تُصاب معظم السيدات أثناء الحمل بألم في المعدة، ويزداد الشعور بالألم كلما تقدمت السيدة في الحمل، ولكن الشعور بهذا الألم في البداية قد يكون عرضًا من اعراض الحمل خارج الرحم.
  • نزيف مهبلي.
    يُعد النزيف المهبلي من أبرز اعراض الحمل خارج الرحم، غالبا ما يختلف عن نزيف الدورة الشهرية المُعتاد، أي أنه قد يكون أخف أو أثقل و قد يكون داكنًا أكثر مما تعتادين، وقد تظن بعض السيدات أن هذا النزيف هو دورة شهرية متأخرة. 
  • ألم في جانب واحد من البطن.
    قد يبدأ الشعور بهذا الألم قويًا منذ البداية، وقد يبدأ طفيفًا ويزيد في حدته على مدار أيام إلى أن يصبح ألمًا غير محتمل، ويُمكن أن تكون نوبات الألم متقطعة أو مستمرة.

وتجدر الإشارة هنا أن هناك أسباب أخرى تسبب هذا النوع من الألم مثل: عُسر الهضم، لذا عليكِ استشارة طبيبك لاستبعاد الحمل خارج الرحم.

اعراض الحمل خارج الرحم لنسبة ضئيلة من السيدات

  • الشعور بعدم الراحة عند الإخراج.
    تُعاني بعض السيدات الحوامل من تغيُّرات تطرأ على المثانة والأمعاء، تؤدي إلى الشعور بعدم الراحة، أو تسبب ألمًا أثناء خروج البول أو البراز، ويُمكن أيضًا أن تحدث هذه الأعراض بسبب التهابات فى المسالك البولية أو عُسر الهضم، فيجب عليكِ معرفة السبب بالفحوصات الطبية لاستبعاد الحمل خارج الرحم. 
  • الإسهال.
    تتعدد أسباب الإصابة بالإسهال لأي شخص سواء أثناء الحمل أو غيره؛ ولكن في حالات نادرة قد يكون الإسهال عرضًا من اعراض الحمل خارج الرحم.
  • الشعور بالامتلاء عند الإستلقاء على الظهر.
    تشعر المصابة بالحمل خارج الرحم بالشعور بالامتلاء والذي لا يكون مرتبطًا بالأكل، وهذا العَرَض من اعراض الحمل خارج الرحم تُصاب به السيدات اللآتي حملن من قبل.
  • ألم أسفل الظهر.


اعراض الحمل خارج الرحم الطارئة

قد يؤدي استمرار نمو البويضة داخل قناة فالوب إلى تمزق أو التواء القناة، وهي حالة طارئة تحتاج إلى تدخلٍ جراحيٍ سريعٍ، لتجنب حدوث نزيف داخلي شديد يهدد حياة المرأة، ومن اعراض الحمل خارج الرحم الطارئة :

  • ألم شديد بالمعدة.
  • نزيف مهبلي حاد.
  • ألم غير محتمل في البطن.
  • ألم في الكتف.
    يُعد هذا الألم علامة شائعة إذا كنتِ تعانين من حمل خارج الرحم، وأسباب هذا الألم غير واضحة، ولكن قد يسبب النزيف الداخلي ضغطًا على العصب الحجابي الموجود بالحجاب الحاجز ؛ مما يؤدي للشعور بهذا الألم.
  • الشعور بالإعياء، والدوار الشديد، الذي قد يصل إلى الإغماء


عوامل تزيد احتمالية الإصابة بالحمل خارج الرحم 

  •  إذا كنتِ فوق الـ 35 عامًا.
  • وجود تاريخ مرضي للإصابة بعدوى في قناة فالوب، أو الرحم، أو المبيض، أو التهاب عنق الرحم، يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالحمل خارج الرحم.
  • الأمراض المُنتقلة جنسيًا -مثل: السيلان، أو الكلاميديا- يُمكن أن تؤدي إلى الحمل خارج الرحم.
  • استخدام موانع الحمل؛ سواء الأقراص الهرمونية، أو تركيب اللولب الرحمي. 
  • التدخين قبل الحمل.
  • الجراحات السابقة مثل: عمليات الولادة القيصرية أو إزالة الأورام الليفية.
  • عملية ربط عنق الرحم، والتي تلجأ لها السيدات لمنع حدوث الحمل. 
  • الأدوية المعالجة للخصوبة، التي تعمل على تحفيز عملية التبويض لدى السيدات، تساهم بشكل كبير في الإصابة بالحمل خارج الرحم.


تشخيص الحمل خارج الرحم

كما ذكرنا من قبل فإنه ليس بالضرورة ظهور أي من اعراض الحمل خارج الرحم خاصة في البداية عند كثير من السيدات، كما أن اعراض الحمل خارج الرحم قد تُشابه حالات أخرى أكثر شيوعًا مثل: التهاب المعدة، أو الأمعاء، أو الإجهاض، أو التهاب الزائدة الدودية، لذا فإنه قد يَصعُب التشخيص مبكرًا.

  • اختبار الحمل بالدم:
    يُمكن فحص الدم للكشف عن هرمون يُسمى “موجهة الغدد التناسلية المشيمية(HCG)”، الذي يزداد إفرازه أثناء الحمل؛ فإذا كان الحمل طبيعيًا فإن مستوى هذا الهرمون يتضاعف كل 48 ساعة، وإذا كانت مستويات هذا الهرمون ضئيلة ولا تزداد فتلك إشارة إلى وجود حمل خارج الرحم. 
  • الموجات فوق الصوتية عبر المهبل:
    يُمكن في بعض الأحيان تأكيد الحمل خارج الرحم باستخدام هذا الاختبار التشخيصي، حيث يجري الكشف عن ما إذا كان هناك كيس للحمل داخل الرحم أم لا.


علاج الحمل خارج الرحم

يُتخذ قرار العلاج وفقًا للمكان الذي يوجد به الحمل ومدى تطوره، فقد يجد الطبيب أن الحالة غير خطيرة في الوقت الراهن واحتمال حدوث المضاعفات ليس بالكبير، واعراض الحمل خارج الرحم مُحتملة إلى حد ما، وفي هذه الحالة يُوصف عقار الميثوتركسيت، الذي يعمل على وقف نمو الخلايا ويمنع انقسامها، ويتم التأكد من فاعلية هذا العقار عندما تبدأ المرأة بأعراض الإجهاض، ومنها: المغص، ونزيف دموي مثل الذي يحدث أثناء الدورة الشهرية، ولكن سرعان ما تبدأ اعراض الحمل خارج الرحم في الاختفاء تدريجيًا.

ولكن يجدر الإشارة هنا أن استخدام هذا العقار يجعل المرأة غير قادرة على التخطيط للحمل لمدة تصل إلى عدة أشهر، وذلك لما له من أعراض جانبية تؤثر على الجنين.

وقد تستدعي الحالة تدخلاً جراحيًا لإزالة هذا النسيج، وغالبًا ما تكون اعراض الحمل خارج الرحم قد بلغت أقصاها في هذه الحالة.

 
نصائح بعد العملية الجراحية

إليكِ هذه الإرشادات المهمة التي يجب عليكِ اتباعها في حال خضوعكِ للعملية الجراحية:

  • عدم حمل أشياء ذات وزن أكثر من 5 كيلوجرامات.
  • شُرب كميات وفيرة من الماء والسوائل لتجنب حدوث الإمساك.
  • الراحة التامة قدر المستطاع في الأسبوع الأول بعد العملية، ثم يُمكنك استعادة نشاطك تدريجيًا في الأسابيع المقبلة.

في الختام أقول لكِ أن فُقدان الحمل مهما كان مُبكرًا هو بالطبع تجربة قاسية، فلا تخجلي من طلب العون، يُمكنكِ قضاء الوقت مع الأهل أو بعض الأصدقاء المقربين، وامنحي نفسك وقتًا لإطلاق مشاعرك، وعليكِ الاعتناء بنفسك جيدًا من خلال الراحة، وتناول الأطعمة الصحيـة، وممارسة الرياضة، وكوني على دراية تامة بكل اعراض الحمل خارج الرحم المحتملة، وتحدثي مع طبيبك حول الطرق التي تُمكنك من حمل صحي في المستقبل.

السابق
أنيميا نقص فيتامين ب 12.. ما هي؟ وكيف تؤثر على الجسم؟
التالي
الاكزيما الجلدية الأسباب والأعراض والوقاية والعلاج

تعليقان

أضف تعليقا

  1. ما شاء آلله عليكى يا دكتورة جهاد بالتوفيق دائما ربنا ينعم عليكي بالعلم النافع

    1. admin قال:

      شكرًا جزيلًا على تقييمك ومتابعتك❤

التعليقات معطلة.