الطب العام

اضرار عملية تحويل المسار على المدى القريب والبعيد

اضرار عملية تحويل المسار

تمثل عملية تحويل المسار أحد أبرز جراحات السُّمنَة الحديثة، التي يُجرى فيها تصغير حجم المعدة وتحويل مسار الأمعاء، إذ يتم تجاوز الجزء الأول منها. يتسبب ذلك في الكثير من المضاعفات على المدى البعيد، لذلك سنتعرف سويًا في هذا المقال على اضرار عملية تحويل المسار.

ما المقصود بعملية تغيير المسار؟

هي عملية جراحية الغرض منها تصغير حجم المعدة، وذلك بقص جزء كبير منها وترك جزء صغير يشبه الجيب (pouch)، ثم إيصال هذا الجزء مباشرة بالأمعاء الدقيقة مع تجاوز الجزء الأول منها.

أنواع عمليات تحويل المسار

يوجد نوعان من عمليات تحويل المسار وهما:

  1. عملية تحويل المسار الكلاسيكي.
  2. عمليةُ تحويل المسار المصغر.

عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي 

يقسم الجراح المعدة إلى جزئين، وذلك بالضغط على أسفل الجزء العلوي للمعدة.

الجزء العلوي (الجيب المعدي) هو الذي يستقبل الطعام، ثم يعيد توجيهه إلى الأمعاء الدقيقة دون المرور بالاثنى عشر. ويكون هذا الجزء صغير الحجم ومهيأ لاستقبال كميات صغيرة من الطعام حوالي 30 جرام. 

أما الجزء السفلي الأكبر حجمًا يتصل مع الجزء المعزول من الاثنى عشر، ثم يُعاد توصيلهم بالأمعاء الدقيقة مرة أخرى. بذلك تتمكن الإنزيمات الهضمية وأحماض المعدة من الاختلاط بالطعام، ولكنه يقلل من كمية الطعام التي يمكن للجسم امتصاصها. كما يقلل ذلك من إفراز هرمون جريلين الذي يعمل على فتح الشهية؛ مما ينتج عنه الإحساس بالشبع.

عملية تحويل مسار المعدة المصغر 

تتشابه عملية تحويل مسار المعدة المصغر مع نظيرتها التقليدية من حيث الفكرة، فكلاهما يعتمد على تصغير حجم المعدة.

تُقسم المعدة في هذا النوع من الجراحة إلى قسمين، فيتحول شكل المعدة المقصوص إلى أنبوب دقيق، بدلًا من شكل الجيب أو الكيس الكروي الصغير في الجراحة الكلاسيكية.

تتميز عملية تحويل مسار المعدة المصغر بأن أضرارها أقل من اضرار عملية تحويل المسار الكلاسيكي. فعملية تحويل مسار المعدة المصغر، جراحة من توصيلة واحدة، لذلك فهي تستغرق وقتا أقل أثناء إجرائها.

وتتميز أيضا بأن مضاعفاتها أقل والتعافي منها أسرع، بالإضافة إلى إمكانية تعديلها وإعادة الوضع لما كان عليه سابقًا، بعكس عملية تحويل مسار المعدة الكلاسيكي.

متى نلجأ لعمليات تحويل المسار

تعد السُّمنَة وخاصة السُّمنَة المُفرِطة من أخطر أمراض العصر الحديث، التي ازدادت نسبتها في الآونة الأخيرة بسبب نمط الحياة الحالي.

يحاول العديد من الأشخاص فقدان الوزن الزائد عن طريق اتباع حمية غذائية، وممارسة الرياضة بانتظام. لكن في كثيرٍ من الأحيان يُصاب هؤلاء الأشخاص بالفشل في الوصول إلى هدفهم، بسبب ضعف الإرادة وعدم القدرة على الاستمرارية. في هذه الحالة قد نلجأ لأحد جراحات السُّمنَة ومنها، عملية تغيير المسار.

بالرغم أن معظمنا قد سمع عن اضرار عملية تحويل المسار، إلا أنه قد يلجأ إليها الكثير عند فشلهم في انقاص الوزن، بالطرق المُعتَمِدة على اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة.

لذلك يمكن اللجوء لعملية تحويل المسار في أي من الحالات الآتية:

  1. الفشل في إنقاص الوزن من خلال ممارسة الرياضة واتباع حمية غذائية.
  2. إذا كان مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر (السُّمنَة المفرطة).
  3. إذا كان مؤشر كتلة الجسم 35 أو أكثر، بالإضافة إلى وجود أحد الأمراض المتعلقة بالسُّمنَةِ مثل الضغط والسكري من النوع الثاني.

أقرأ أيضًا عن:

مرض السكري ومعلومات يجب أن يعرفها مريض السكري

فوائد عملية تحويل المسار

تتميز عملية تحويل مسار المعدة عن غيرها من جراحات السمنة مثل تكميم المعدة، بالعديد من المزايا مثل: 

  1. التغييرات الهرمونية الناتجة عن جراحة عملية تحويل المسار، تمكن مرضى السكري النوع الثاني من خفض جرعاتهم من الأدوية، بل وأحيانا الاستغناء عنها.
  2. تأتي بنتائج ممتازة مع مرضى ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية، وغيره من الأمراض المتعلقة بالسُّمنَةِ.
  3. قد تحسن ألم المفاصل وأسفل الظهر، ومشاكل الركبة المرتبطة بزيادة الوزن.
  4. مناسبة جدا للأشخاص الذين يميلون لتناول الأطعمة عالية السكر والدهون.
  5. تقلل خطر الإصابة بمرض الانسداد التجلطي.
  6. تقلل خطر الوفاة بسبب السُّمنَة بنسبة 40‎%‎ تقريبًا. 

اضرار عملية تحويل المسار 

يمكن تقسيم اضرار عملية تحويل المسار إلى أضرار على المدى القريب (عقب العملية)، وأضرار على المدى البعيد.

اضرار عملية تحويل المسار على المدى القريب 

كما هو الحال في أي عملية جراحية كبرى، يوجد بعض الأضرار والمخاطر مثل:

  • نزيف داخلي حاد.
  • جلطات دموية.
  • احتمالية الإصابة بعدوى.
  • تحسس من مادة التخدير. 
  • تسريب من الجهاز الهضمي .
  • مشاكل بالرئة. 

اضرار عملية تحويل المسار على المدى البعيد 

  • انسداد الأمعاء.
  • حصوات مرارية.
  • فتق.
  • قرحة بالمعدة أو بالأمعاء.
  • متلازمة الإفراغ (إسهال، وغثيان، أو قئ، وزيادة ضربات القلب، والشعور بالتعب).
  • انخفاض نسبة السكر في الدم.
  • نقص التغذية العام (نقص نسبة الحديد والفيتامينات)، إذ إنه تقل نسبة امتصاص بعض الفيتامينات، بسبب تخطي حوالي 150 سم من الأمعاء الدقيقة.
  • التهاب الغشاء البريتوني للبطن، نتيجة تسريب بعض العصارات الهضمية.
  • ضيق في مجرى المعدة، نتيجة توصيل الجيب المعدي الجديد بالأمعاء الدقيقة جراحيًا، مما قد يتسبب في القيء المستمر.
  • إصابة الطحال أو أي عضو آخر. 

النظام الغذائي المتبع عقب عملية تغيير المسار

تتكون خطة النظام الصحي بعد الجراحة من عدة مراحل، تتضمن كل مرحلة حصص مختلفة من التغذية.

لابد من التزامك بها حتى تتجنب اضرار عملية تحويل المسار، وتشمل المراحل الآتية:

1- السوائل

لن يُسمح لك في الأيام القليلة الأولى بعد الجراحة إلا بشرب السوائل الصافية.

بمجرد البدء في السوائل الصافية يمكنك البدء في السوائل الأخرى مثل:

  • قهوة أو شاي منزوع الكافيين
  • عصير غير محلى
  • مرق
  • حليب منزوع الدسم
  • جيلاتين أو ماء مثلج بدون سكر

2- الأطعمة المهروسة

بعد مرور حوالي أسبوع يمكنك البدء في تناول الأطعمة المهروسة.

يمكن هرس العديد من الأطعمة في المنزل باستخدام مُحضِر الطعام أو الخلاط.

يجب تجنب التوابل لأنها قد تؤدي إلى تهيج المعدة، وكذلك يجب تجنب الفواكه والخضراوات التي تحتوي على كمية كبيرة من البذور مثل الكيوي والفراولة.

ابتعد عن الأطعمة المليئة بالألياف مثل القرنبيط والبروكلي.

اختر الأطعمة سهلة الهرس مثل:

  • الفواكه مثل الموز، والخوخ، والأناناس.
  • الخضراوات مثل السبانخ والجزر.
  • زبادي، وجبن قريش، وبيض مخفوق ناعم.
  • اللحوم، والدواجن المفرومة.

امتنع في هذه المرحلة عن شرب السوائل أثناء تناول الوجبات، حتى نتجنب اضرار عملية تحويل المسار.

3- الأطعمة اللينة

بعد بضعة أسابيع من إدخال الأطعمة المهروسة وبعد موافقة الطبيب، يمكن البدء في إضافة الأطعمة اللينة سهلة المضغ في نظامك الغذائي، والتي تشمل:

  • بيض مسلوق طري
  • سمك مطهو على البخار 
  • فواكه معلبة بدون قشر، مثل الخوخ أو المشمش
  • الأرز

يمكن تناول ثلاث إلى خمس وجبات من الأرز يوميًا، ويجب أن تتكون كل وجبة من ثلث إلى نصف كوب من الطعام.

يجب التأكد من المضغ جيدًا، حتى يُهرس الطعام جيدًا قبل البلع، حتى نتفادى اضرار عملية تحويل المسار.

4- الأطعمة الصلبة (مرحلة الاستقرار)

تتضمن إعادة إدخال الأطعمة الصلبة، وتكون عادة بعد حوالي شهرين من الجراحة.

تزيد حجم الوجبة لتصبح كوب إلى كوب ونصف من الطعام.

يمكن تجربة أنواع الأطعمة الجديدة، نوع واحد في كل مرة، وذلك لأنه قد تسبب بعض الأطعمة، الألم والغثيان بعد إجراء الجراحة، ويعد ذلك من أبرز اضرار عملية تحويل المسار.

الأطعمة التي يمكن أن تسبب مشاكل مثل:

  • الخبز 
  • الكرنب 
  • المشروبات الغازية 
  • الأطعمة المقلية
  • الأطعمة الحارة 
  • المكسرات والحبوب

وتذكر عزيزي القارئ أن اتباعك للنظام الغذائي الموصوف لك من قبل الطبيب المعالج، يساهم في سرعة التعافي من الجراحة، وإنقاص الوزن المطلوب بطريقة آمنة، ولكن إذا عدت إلى العادات الغذائية السيئة، فقد تكتسب وزنك الذي تخلصت منه مرة أخرى.

السابق
الشعر الخشن | افضل وصفات تنعيم الشعر
التالي
ديرما بن | الفوائد والأضرار واحتياطات الاستخدام