بقلم: د. منى فوزي
أصبح الصداع من أمراض العصر نتيجة لإيقاع الحياة السريع الذي نعيشه، ولتقدم وسائل التكنولوجيا التي سهّلت القيام بالكثير من الأعمال في وقت قصير، لكنها أجبرتنا على استخدامها لفترات طويلة فكانت من اسباب الصداع، أما عن التوتر والضغط العصبي فهما سبب آخر من اسباب الصداع؛ فهيا نتعرف مع أسرة وطب وفي هذا المقال على اسباب الصداع، وكيف نعالجها.
انواع الصداع:
تحديد نوع الصداع هو المفتاح للعلاج الصحيح، إذ يوجد أكثر من 150 نوعًا للصداع.
أكثر انواع الصداع شيوعًا هي:
- صداع التوتر: من أكثر انواع الصداع انتشارًا بين البالغين والمراهقين، ويسبب ألمًا ضعيفًا إلى متوسط من حين لآخر، ولا توجد له أعراض أخرى.
- الصداع النصفي: يوصف الصداع النصفي بألم الخفقان، ويستمر من 4 ساعات إلى ثلاثة أيام، ويتكرر من مرة إلى أربع مرات شهريًا.
تشمل أعراض الصداع النصفي:
- الحساسية للضوء، والضوضاء.
- القيء، والغثيان.
- فقدان الشهية.
- ألم بالمعدة.
عندما يصاب طفل بالصداع النصفي؛ يبدو شاحبًا ويعاني من الدوار، واضطراب الرؤية، وارتفاع درجة الحرارة، وألم المعدة، والقيء؛ وغالبًا ما يعاني منه مرة واحدة شهريًا.
- الصداع العنقودي: يُعد هذا النوع من أشد انواع الصداع، ويسبب ألمًا شديدًا خلف أو حول احدى العينين، ويكون الألم نابضًا أو مستمرًا، وشديدًا للغاية.
يسبب الصداع العنقودي تدلي الجفن، واحمرار ودموع العين، وسيلان الأنف.
يطلق عليه الصداع العنقودي لأنه يحدث في مجموعات من مرة إلى ثلاث مرات يوميًا، ويستمر من أسبوعين إلى ثلاثة شهور. تستمر كل نوبة من 15 دقيقة إلى ثلاث ساعات، وقد يوقظك هذا النوع من الصداع من النوم. قد يختفي الصداع العنقودي لشهور أو سنوات ثم يظهر مرة أخرى، ويتعرض له الذكور أكثر من الإناث.
الصداع اليومي المزمن
يستمر هذا النوع لمدة خمسة عشر يومًا أو أكثر شهريًا لأكثر من ثلاثة شهور. قد تكون بعض النوبات قصيرة، وقد تستمر لأكثر من أربع ساعات، ويكون من أحد انواع الصداع الآتية:
- الصداع النصفي المزمن.
- صداع التوتر المزمن.
- صداع يومي مستمر.
- ألم نصف الرأس المستمر وهو أحد أنواع الصداع النصفي، ومن أعراضه:
- احمرار وتدميع العينين.
- ألم يختلف في شدته.
- سيلان الأنف.
- تهدل الجفون.
- يسوء الألم مع تناول الكحوليات، وأثناء ممارسة التمرين.
- يستجيب الألم للعلاج بإندوميثاثين.
- حساسية للضوء والضوضاء.
- قيء وغثيان.
صداع الجيوب الأنفية:
- يحدث مع التهاب الجيوب الأنفية نتيجة العدوى، ويكون مصحوبًا بانتفاخ الوجه، وارتفاع درجة الحرارة، وسيلان الأنف. يكون الألم في الجبهة، وعظام الخدود، وأعلى الأنف والعينين.
- صداع ما بعد الاصطدام: يبدأ هذا النوع من الصداع بعد يومين أو ثلاثة من اصطدام الرأس ويكون في شكل ألم شديد في الرأس يسوء من آن لآخر، ودوار، وصعوبة التركيز، واضطراب الذاكرة، والشعور السريع بالتعب، والتوتر. يستمر الصداع لعدة أشهر؛ ولكن إذا لم يتحسن خلال أسبوعين يُفضل اللجوء إلى الطبيب.
- صداع التمرين: تحتاج عضلات الرأس، والرقبة أثناء النشاط إلى المزيد من الدماء؛ فتنتفخ الأوعية الدموية لتمدها بالدم، مما يسبب ألمًا نابضًا في جانبي الرأس يستمر من خمس دقائق إلى ثمانية وأربعين ساعة. يبدأ الصداع أثناء النشاط أو بعده مباشرةً.
- الصداع الهرموني: يؤدي تغيّر نسب الهرمونات أثناء الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث أو العلاج بالهرمونات البديلة. يبدأ الصداع قبل يومين من بداية الدورة الشهرية أو خلال ثلاثة أيام من بدايتها.
- الصداع الارتدادي: نتيجة تناول جرعات زائدة من الأدوية الموصوفة أو غير الموصوفة. قد تتعرض لمزيد من الألم عند استخدام المسكنات أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع أو عشر مرات في الشهر؛ فعند انتهاء تأثير هذه المسكنات، يعود الألم مرة أخرى وتضطر لتناول المزيد منها.
- الصداع الثلجي أو صداع الأيس كريم: يكون ألمًا سريعًا يشبه الطعنات، ويستمر لعدة ثواني عند تناول مأكولات أو مشروبات مثلجة.
- الصداع الشوكي: يجب إبلاغ الطبيب عند حدوث صداع بعد إجراء البزل القطني أو التخدير النخاعي؛ لأنه قد يكون نتيجة تسرب السائل الشوكي خلال موضع الحقن.
- صداع الرعد المفاجئ: يعد من أسوأ انواع الصداع إذ يحدث فجأةً، ويصل إلى الذروة سريعًا، ومن أسبابه:
- قطع أو انسداد وعاء دموي.
- صدمة في الرأس.
- السكتة الدماغية النزفية.
- السكتة الدماغية نتيجة انسداد وعاء دموي في المخ.
- ضيق وعاء دموي يحيط بالمخ.
- التهاب وعاء دموي.
- اضطراب ضغط الدم آخر فترة الحمل.
يجب التعامل مع هذا النوع من الصداع جيدًا وبسرعة لتجنب المشاكل التي يمكن أن يسببها.
اسباب الصداع:
الألم الذي نشعر به هو نتيجة إشارات من الأوعية الدموية والأعصاب المجاورة إلى المخ.
تشمل اسباب الصداع ما يلي:
- المرض: يشمل العدوى، ونزلات البرد، وارتفاع درجة الحرارة، والتهاب الحلق والجيوب الأنفية.
- الضغط العصبي: الضغط العاطفي، والاكتئاب، وتناول الكحوليات، وتخطي الوجبات، واضطراب النوم، وتناول أدوية كثيرة إلى جانب التواء الرقبة والظهر.
- البيئة المحيطة: التدخين السلبي، والروائح النفاذة، ومسببات الحساسية، وبعض الأطعمة، والتلوث، والضوضاء، والتغيرات الجوية.
- العوامل الوراثية: عندما يعاني أحد الوالدين أو كلاهما من الصداع خاصةً الصداع النصفي، قد يعاني أولادهما من الصداع كذلك.
تشخيص الصداع:
يُشخص الصداع عن طريق الكشف السريري، وإخبار الطبيب بالأعراض التي يعاني منها المريض، والوصول إلى مسببات الصداع، والعوامل التي تزيده.
لا يحتاج معظم الأشخاص إلى اختبارات تشخيصية، ولكن قد يحتاج الطبيب لعمل أشعة مقطعية أو رنين مغناطيسي على المخ لتشخيص المشكلة التي تسبب الصداع.
إذا ساءت أعراض الصداع ولم تتحسن مع العلاج يُفضل اللجوء إلى متخصص للعلاج.
علاج الصداع:
يُعالج أغلب أنواع الصداع العصبي بالمسكنات مثل الباراسيتامول، والإيبوبروفين، والأسبرين.
تُستخدم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة لعلاج الصداع العصبي المزمن.
يشمل العلاج البديل لخفض التوتر ما يلي:
- العلاج السلوكي.
- العلاج بالتدليك.
- العلاج بالإبر.
يهدف علاج الصداع النصفي إلى علاج الأعراض ومنع تكرار النوبات؛ وذلك عن طريق تجنب مسببات الصداع النصفي، ويشمل علاج الصداع النصفي:
- البقاء في غرفة مظلمة، وهادئة.
- كمادات باردة أو ساخنة على الرأس والرقبة.
- تناول المسكنات مثل باراسيتامول، و إيبوبروفين، وأسبرين.
- تشمل الأدوية الموصوفة لعلاج الصداع النصفي: التربينات مثل سوماتريبتان ( إميتركس)، وزولميتريبتان (زوميج).
أدوية الوقاية من الصداع النصفي: ميتوبرولول (لوبريسور)، وبروبرانولول (اندرال)، واميتربتالين، وتوبيراميت (توباماكس).
أعراض الطوارئ:
يجب اللجوء إلى الرعاية العاجلة في الحالات الآتية:
- حدوث صداع شديد مفاجئ.
- حدوث صداع بعد صدمة في الرأس أو سقوط.
- ارتفاع درجة الحرارة، وتشنج الرقبة، وعدم وضوح الرؤية، والاضطراب، والتشّنج، والتنميل، وصعوبة التحدث.
- استمرار شدة الألم بالرغم من تناول العلاج.
من المهم تشخيص وعلاج هذه الأعراض لتجنب مخاطرها التي تهدد الحياة، كذلك من المهم معرفة اسباب الصداع أيًا كان نوعه، وعلاجه لنستطيع ممارسة أنشطتنا اليومية.
