بقلم د. سلمى عادل
“القاتل الصامت” هكذا يُطلَق على مرض ارتفاع ضغط الدم إذ يُعد واحدًا من أشهر أمراض العصر، وأكثرها انتشارًا، إذ يصيب 1 من كل 4 رجال بالغين، و1 من كل 5 نساء بالغات.
لنتعرف أكثر على ارتفاع ضغط الدم، وأسبابه، ومضاعفاته، فالمعرفة أول خطوة للعلاج.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
يضخ القلب الدم في الشرايين لكل أجزاء الجسم، ويكون ضغط الدم الطبيعي في حالة انقباض القلب 120 مليمتر زئبق ويسمى بالضغط الانقباضي، أما الضغط الانبساطي يكون 80 مليمتر زئبق أو أقل.
يرتفع ضغط الدم عندما يزيد الضغط في الشرايين عن النسبة الطبيعية أو تضيق الشرايين ليصل لمستويات غير صحية، ويتطور ارتفاع الضغط عادةً على مدار سنوات، وفي أغلب الحالات يكون بدون أي أعراض، ويتسبب الضغط المرتفع في تلف الأوعية الدموية والأعضاء، خاصةً في الدماغ، والقلب، والعينين، والكليتين.
(أ)- ضغط الدم الطبيعي: يكون 120/80 مليمتر زئبق أو أقل.
(ب)- مستوى ما قبل ارتفاع ضغط الدم: إذ يكون الضغط الانقباضي بين 120 و 129 مليمتر زئبق والضغط الانبساطي أقل من 80 مليمتر زئبق.
(ج)- ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى: الانقباضي من 130 إلى 139 مليمتر زئبق أو الضغط الانبساطي من 80 إلى 89 مليمتر زئبق.
(د)- ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الثانية: الانقباضي 140 مليميتر زئبق أو أكبر والانبساطي 90 مليميتر أو أكبر.
اسباب ارتفاع ضغط الدم
1)- ارتفاع ضغط الدم الأساسي
يحدث ارتفاع الضغط بدون سبب محدد، ويتطور ببطء على مدار عدة سنوات و قد تلعب مجموعة من العوامل دورًا فيه مثل:
- الجينات الموروثة: تكون إحدى العوامل المسببة له.
- تغيًرات جسدية: التغيَرات في وظائف الكلى بسبب الشيخوخة قد تخل بالتوازن الطبيعي للجسم من الأملاح والسوائل. قد يتسبب هذا التغيير في رفع ضغط الدم في الجسم.
- نمط الحياة غير الصحية: مثل قلة النشاط البدني، وسوء التغذية التي تؤثر سلبًا على الجسم.
2)- ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يحدث يحدث ارتفاع الضغط الثانوي بسبب مشكلات صحية في الجسم أو الأعضاء المختلفة، مثل الحالات التالية:
- أمراض الكلى.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- عيوب القلب الخلقية.
- مشكلات الغدة الدرقية.
- تناول الأدوية التي قد تؤثر على ضغط الدم.
- تعاطي المخدرات غير المشروعة.
- مشكلات الغدة الكظرية.
- أمراض الأوعية الدموية.
اعراض ارتفاع ضغط الدم
في كثير من الحالات لا يلاحظ المريض أي أعراض، ولذا لا يدرك اصابته به، لكن قد تظهر اعراض ارتفاع ضغط الدم على المرضى مثل:
- الصداع.
- ضيق في التنفس.
- نزيف الأنف.
- دوار.
- ألم في الصدر.
- تغيرات بصرية
- وجود دم في البول.
نوبة فرط ارتفاع ضغط الدم
تعد نوبة فرط ارتفاع الضغط حالة طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري، إذ يرتفع فيها ضغط الدم بشكل كبير، مما قد يؤدي لحدوث تلف الأعضاء الحيوية في الجسم، أما عن أعراضها فهي:
- الصداع الشديد.
- عدم وضوح الرؤية.
- زيادة الارتباك.
- نوبة تشنجية.
- زيادة آلام الصدر.
- زيادة ضيق التنفس.
- تورم (تراكم السوائل في الأنسجة).
مضاعفات ارتفاع الضغط
يسبب مرض ضغط الدم المرتفع العديد من المضاعفات إذا لم يعالج مثل:
- أمراض الأوعية الدموية.
- الجلطات.
- السكتة الدماغية والنزيف الدماغي.
- الذبحة الصدرية.
- أمراض الشرايين التاجية.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- احتشاء عضلة القلب.
- أمراض الكلى المزمنة.
تشخيص ضغط الدم المرتفع
يطلب الطبيب عدة فحوصات للتشخيص:
- قياس ضغط الدم: يُقاس ضغط الدم عن طريق الجهاز الزئبقي، الذي يعطي نتائج دقيقة، ولتشخيص المريض بارتفاع ضغط الدم لابد أن تُؤخذ نتائج الضغط على مدى عدة أسابيع، ويُقاس أكثر من ثلاث مرات، ولا يشخص من قراءة واحدة.
- فحص البول.
- فحص الكوليسترول، والدهون الثلاثية.
- اختبار النشاط الكهربائي لقلبك باستخدام مخطط كهربائي للقلب.
علاج ارتفاع ضغط الدم
1)- نمط حياة صحي
تغيير نمط الحياة إلى نمط صحي هو أول خطوة لعلاج ضغط الدم المرتفع؛ إذ تُوصي به جمعية القلب الامريكية والعديد من المنظمات الطبية، ويشمل نمط الحياة الصحي:
- تقليل الوزن الزائد، والمحافظة على وزن الجسم المثالي.
- الإقلاع عن التدخين.
- تجنب الكحوليات و المخدرات.
- تقليل تناول الصوديوم الذي يوجد في ملح الطعام، والأغذية المصنعة، إذ يجب ألا تزيد كمية استهلاكه اليومية أكثر من 2.4 جرام.
- الحصول على كمية يومية كافية من عنصر البوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك.
- تجنب الطعام المحتوي على كمية دهون مشبعة وكوليسترول بنسبة عالية، وكذلك الدهون المتحولة كتلك التي توجد في السمن النباتي، والزيوت المهدرجة، والأغذية المصنعة، والوجبات السريعة.
- تناول الغذاء الصحي المتوازن مع كمية كافية من الخضراوات والفاكهة والنشويات الكاملة الغنية بالألياف.
- ممارسة الرياضة: إذ أن ممارسة الرياضات الهوائية مثل المشي، والجري، وركوب الدراجة لمدة نصف ساعة يوميًا؛ يمكن أن تحسن من صحة القلب، وأن تخفض الضغط المرتفع.
2)- لعلاج الدوائي
يصف الطبيب أدوية تخفض ضغط الدم؛ إذا لم يكن تغيير نظام الحياة كافيًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم وتختلف الأدوية حسب حالة المريض الصحية وتشمل:
- مدرات البول: يزيد ارتفاع مستويات الصوديوم والسوائل الزائدة في الجسم من ضغط الدم، لذا فإن استخدام مدرات البول تساعد الكلى على إزالة الصوديوم الزائد من جسمك، وهكذا يتم إفراز الصوديوم والسوائل في البول، مما يساعد على خفض ضغط الدم.
- حاصرات مستقبلات بيتا: تجعل هذه الأدوية نبضك أبطأ وبقوة أقل، وهذا يقلل من كمية الدم التي يتم ضخها عبر الشرايين مع كل نبضة، مما يخفض ضغط الدم
- مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين: الأنجيوتنسين مادة كيميائية تؤدي إلى شد الأوعية الدموية وجدران الشرايين وتضييقها، تمنع الأدوية من فئة مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE) الجسم من إنتاج أكبر قدر ممكن من هذه المادة الكيميائية.
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين: تمنع مادة الأنجيوتنسين من الارتباط بمستقبلاتها، يساعد ذلك على تقليل ضيق الأوعية الدموية، وخفض ضغط الدم.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: تمنع هذه الأدوية بعض الكالسيوم من دخول عضلة القلب، وهذا يؤدي إلى انخفاض ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم. كذلك تمنع هذه الأدوية دخول الكالسيوم إلى الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى خفض ضغط الدم.
- منبهات ألفا 2: هذا النوع من الأدوية يغير النبضات العصبية التي تتسبب في شد الأوعية الدموية. مما يقلل ضيق الاوعية الدموية، ويقلل من ضغط الدم.
اسباب ارتفاع ضغط الدم عند الشباب
زاد في الآونة الأخيرة ارتفاع الضغط عند الشباب خاصة الرجال، ولم يعد مقتصرًا على كبار السن فقط، وما يلي اسباب ارتفاع الضغط عند الشباب:
- نمط الحياة غير الصحي: زيادة استهلاك الأطعمة عالية الدهون والصوديوم بالإضافة إلى قلة الحركة والخمول.
- زيادة التدخين بين الشباب
- ارتفاع نسبة السمنة.
- مرض التهاب الشرايين الثانوي.
ارتفاع الضغط عند الحامل
يحدث ارتفاع ضغط الدم للحامل في الشهر الثامن لدى بعض النساء، مما قد يسبب تسمم الحمل، والمضاعفات الآخرى أثناء الحمل و الولادة، و من حسن الحظ أنه يمكن تجنبه، و علاجه كذلك.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم للحامل في الشهر الثامن
- حدوث تسمم الحمل.
- زيادة خطر السكتة الدماغية.
- الحاجة إلى تحريض المخاض.
- خطر انفصال المشيمة.
- الولادة المبكرة (قبل 37 أسبوع).
- انخفاض وزن الجنين.
التعامل مع ارتفاع الضغط عند الحامل
- قبل التخطيط للحمل: أخبري طبيبكِ بأي مشكلات صحية تعاني منها قبل الحمل خاصة إذا أصبتِ بمرض ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل أثناء حمل سابق ، وحافظي على نظام طعام صحي، ومارسي الرياضة.
- اثناء الحمل: تابعي مع طبيبك بانتظام لمراقبة ضغط دمك، أخبري طبيبك قبل استخدام أي دواء، واطلبي المساعدة الطبية فورًا عند حدوث أيًا من أعراض تسمم الحمل.
- الولادة: كوني مستعدة لحدوث أي طارئ مثل الولادة قبل الموعد أو ظهور أي أعراض مقلقة.
