الطب العام

اسباب تصلب الشرايين | الأعراض وطرق العلاج والوقاية

بقلم: د. منى فوزي.
اسباب تصلب الشرايين

تعد بعض الأمراض المزمنة من اسباب تصلب الشرايين منها ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، ويشير مصطلح تصلب الشرايين إلى تصلب وزيادة سُمك الأوعية الدموية التي تحمل الأوكسجين، والمواد الغذائية من القلب إلى باقي أجزاء الجسم نتيجة ترسب الدهون، والكوليسترول، وبعض المواد الأخرى على جدار الشرايين، مما يُقلّل من تدفق الدم إلى أنسجة وأعضاء الجسم.

برغم أن تصلب الشرايين يؤثر على القلب، إلا إنه قد يؤثر كذلك على أي شريان في الجسم. ما هي اسباب تصلب الشرايين؟ وما هي أعراضه؟ وكيف نعالجه؟ ما هي طرق الوقاية من تصلب الشرايين؟ للتعرف على إجابة هذه الأسئلة هيا نقرأ هذا المقال من أسرة وطب.

اسباب تصلب الشرايين: 

السبب الرئيسي لمرض تصلب الشرايين ليس معروفًا، إلا إنه قد يبدأ بتلف أو جرح في طبقة الشريان الداخلية، قد تشمل اسباب الاصابة بمرض تصلب الشرايين ما يلي: 

تتجمع خلايا الدم، ومواد أخرى عند موضع تلف الجدار الداخلي للشريان، ومع مرور الوقت تترسب الدهون المكونة من الكوليسترول، وبعض المواد الخلوية عليه؛ مما يؤدي إلى تصلب وضيق الشرايين.

لا يصل الإمداد الدموي الكافي للأنسجة والأعضاء المتصلة بهذه الشرايين مما يؤثر على كفاءتها، وفي النهاية تنفصل أجزاء من هذه الترسبات الدهنية، وتصل إلى مجرى الدم، كذلك قد يصل الكوليسترول وبعض المواد الأخرى إلى مجرى الدم؛ مما قد يؤدي إلى حدوث جلطات دموية تمنع الإمداد الدموي إلى بعض أجزاء الجسم، فعندما ينقطع الإمداد الدموي إلى القلب تحدث الأزمة القلبية.

عوامل المخاطرة:

يحدث تصلب الشرايين بمرور الوقت، وتشمل العوامل التي تزيد من خطر تصلب الشرايين ما يلي:

  • التقدم في السن.
  • التاريخ العائلي للإصابة المبكرة بأمراض القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • الإصابة بداء السكري.
  • السمنة.
  • التدخين.
  • عدم ممارسة الرياضة.
  • الطعام الغير صحي.

اعراض تصلب الشرايين:

اسباب تصلب الشرايين

يتطور تصلب الشرايين بالتدريج، فتصلب الشرايين البسيط ليس له أعراض، ولا تظهر الأعراض حتى يضيق أو يُسد الشريان فلا يصل له الإمداد الدموي الكافي. قد تمنع الجلطة الإمداد الدموي نهائيًا أو ينفصل جزء منها ويُسبّب أزمة قلبية.

تعتمد اعراض تصلب الشرايين المتوسطة أو الشديدة على الشرايين المتأثرة فمثلًا:

  • قد يعاني المريض من ألم في الصدر أو ذبحة صدرية عند حدوث تصلب لشرايين القلب.
  • إذا كان التصلب في الشرايين المؤدية إلى المخ، قد يشعر المريض بتنميل أو ضعف في الذراعين والساقين، وصعوبة في الكلام، وفقدان مؤقت للرؤية، وتدلي عضلات الوجه، وتشير هذه الأعراض إلى نوبة إقفارية عابرة قد تتطور إلى جلطة في المخ  (سكتة دماغية) إذا لم تُعالج سريعًا.
  • إذا كان التصلب في أوردة الساقين والذراعين، يشعر المريض بأعراض مرض الشريان المحيطي مثل الشعور بألم في الساقين مع المشي (العرج).  
  • أما إذا كان التصلب في الشرايين المؤدية إلى الكلى، قد يعاني المريض من ارتفاع ضغط الدم أو الفشل الكلوي.

تشخيص مرض تصلب الشرايين:

يُشخّص تصلب الشرايين عن طريق الكشف السريري، فيجد الطبيب علامات لضيق، وتضخم، وتصلب الشرايين تشمل:

  • ضعف أو غياب النبض في الجزء الضيق من الشريان.
  • انخفاض ضغط الدم في الطرف المتأثر بتصلب الشرايين.
  • سماع صوت صفير فوق الشرايين المصابة باستخدام سماعة الطبيب.

قد يطلب الطبيب بعض الفحوص التشخيصية بناءًا على الكشف السريري وتشمل:

  • اختبارات الدم: للكشف عن نسبة ارتفاع الكوليسترول والسكر في الدم، إذ إنهما من اسباب تصلب الشرايين.
  • الموجات فوق الصوتية (الدوبلر): لقياس ضغط الدم عند نقاط مختلفة في الذراع أو الساق؛ مما يساعد الطبيب على قياس درجة الانسداد، وسرعة تدفق الدم في الشرايين.
  • مؤشر الضغط الكاحلي العضدي: يكشف هذا الاختبار عن تصلب شرايين الساق والقدم؛ عن طريق مقارنة ضغط الدم في الكاحل بضغط الدم في الذراع، قد يشير الاختلاف في الضغط إلى المرض الوعائي المحيطي الذي قد يحدث بسبب تصلب الشرايين. 
  • جهاز التخطيط الكهربي للقلب (ECG): يكشف الإشارات الكهربية التي تنتقل خلال القلب، كذلك يكشف التعرض لأزمة قلبية سابقة. إذا ظهرت الأعراض عند ممارسة الرياضة، قد يطلب الطبيب المشي على جهاز سير أو ركوب دراجة ثابتة عند إجراء رسم القلب.
  • اختبار الإجهاد: للكشف عن حالة القلب أثناء ممارسة التمارين الرياضية، إذ أن ممارسة الرياضة تجعل القلب يضخ الدم بصورة أقوى من ضخه عند القيام بالأنشطة اليومية؛ مما قد يكشف عن مشاكل القلب التي لا تظهر أثناء الأنشطة اليومية.

يتم تسجيل نبضات القلب، وضغط الدم، والتنفس أثناء المشي على جهاز السير أو ركوب دراجة ثابتة.

قد تُلتقط بعض الصور للقلب بعد تناول أدوية بدلًا من القيام بالتمارين الرياضية في حالة عدم القدرة على القيام بالتمارين. 

  • قسطرة القلب والتصوير الوعائي: يكشف عن ضيق أو انسداد الشرايين التاجية. قد تُحقن صبغة عن طريق أنبوب رفيع يمر خلال أحد الشرايين غالبًا ما يكون في الساق إلى شرايين القلب. عندما تمتلئ الشرايين بالصبغة يمكن تصويرها بالأشعة السينية للكشف عن مناطق الانسداد.
  • الاختبارات التصويرية الأخرى: قد يطلب الطبيب أشعة مقطعية أو أشعة بالموجات فوق الصوتية أو رنين مغناطيسي لتصوير الشرايين؛ للكشف عن الضيق أو التصلب أو ترسب الكالسيوم على جدار الشرايين.

علاج تصلب الشرايين:

غالبًا ما يكون الاهتمام بتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة هو العلاج المناسب لتصلب الشرايين، وفي بعض الحالات يُفضل تناول الأدوية أو إجراء عملية جراحية.

يشمل العلاج بالأدوية ما يلي: 

  • أدوية الكوليسترول: تمنع أو تبطئ ترسب الدهون على الشرايين عن طريق خفض نسبة الدهون قليلة الكثافة (الكوليسترول الضار)، ورفع نسبة الدهون عالية الكثافة في الدم.
  • مضادات التجلط: قد يصف الطبيب مضادات للتجلط مثل الأسبرين لمنع التجمعات الدموية، وتكوين الجلطات في الشرايين الضيقة.
  • حاصرات قنوات الكالسيوم: لخفض ضغط الدم المرتفع، وغالبًا ما تُستخدم لعلاج الذبحة الصدرية.
  • حاصرات مستقبلات بيتا: تُستخدم هذه الأدوية لعلاج مرض الشريان التاجي، إذ إنها تخفض ارتفاع ضغط الدم، ومعدل ضربات القلب مما يقلّل الضغط على القلب، وألم الصدر، كذلك تخفض هذه الأدوية مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية.
  • مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين: قد تساعد هذه الأدوية على إيقاف تقدم مرض تصلب الشرايين؛ عن طريق خفض ضغط الدم المرتفع، والتأثير المفيد على شرايين القلب، كذلك تقلّل خطر تكرار الأزمات القلبية.
  • مدرات البول: لخفض ضغط الدم الذي يعد من أهم أسباب تصلب الشرايين.
  • أدوية أخرى: قد يصف الطبيب أدوية أخرى لعلاج بعض عوامل المخاطرة؛ التي تسبّب تصلب الشرايين مثل داء السكري، وأدوية تعالج الأعراض مثل ألم الساق المصاحب لممارسة التمارين الرياضية.

التدخل الجراحي:

قد يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل عند وجود أعراض شديدة أو انسداد يهدّد بقاء نسيج الجلد أو العضلات.

يكون التدخل الجراحي في أحد الصور الآتية:

  • رأب الأوعية الدموية وتركيب دعامة: عن طريق إدخال أنبوب طويل (قسطرة) للجزء الضيق أو المسدود من الشريان، وإدخال قسطرة أخرى مزودة ببالون مفرغ في طرفها لتوسيع المنطقة الضيقة، ثم يُنفخ البالون لضغط الترسبات على جدار الشريان، وغالبًا ما تُركب دعامة (أنبوب شبكي) ليظل الشريان مفتوحًا.
  • استئصال باطنة الشريان: قد تتطلب بعض الحالات إزالة الترسبات الدهنية جراحيًا من جدار الشريان الضيق. 
  • علاج حل الفيبرين: قد يستخدم الطبيب علاجًا لإذابة الجلطة عند انسداد الشريان بتجمع دموي.

الوقاية من تصلب الشرايين:

 يلاحظ أن تجنب اسباب تصلب الشرايين، وممارسة بعض العادات الصحية هي أفضل طريقة للوقاية، وذلك عن طريق:

  • التوقف عن التدخين.
  • علاج ارتفاع ضغط الدم.
  • الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة.
  • الابتعاد عن تناول الطعام المليء بالدهون، والوجبات السريعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • علاج ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
  • علاج داء السكري.
السابق
طريقة عمل دبابيس الفراخ بالصوص الرائع
التالي
علاج الهالات السوداء تحت العين