بقلم د. يسرا أحمد السنوسي
يُعد الشعر من أهم مظاهر الجمال لدى الرجال والنساء؛ لذلك بات الاهتمام بالشعر، وكثافته، ونعومته من أكثر المواضيع التي يهتم بها المجتمع الآن، ونظرًا للتغيرات الهرمونية التي تتعرّض لها النساء بكثرة، والصلع الوراثي عند الرجال والنساء، أدّى تساقط الشعر إلى عدم الثقة بالنفس، وعدة مشاكل، لذلك يُحاول كل فرد استخدام بعض مستحضرات التجميل كمحاولة لاستعادة الشعر المفقود وزيادة كثافته، ولكن ظلت عملية زراعة الشعر الحل الأمثل بين كل الحلول؛ فإذا كنت تُعاني من الصلع ولديك في مؤخرة الرأس كثافة مناسبة من الشعر، أو كنتِ تعانين من تساقط الشعر ولم تستجيبي لأية علاجات موضعية، وليس لديكِ أي مرض متسبب في هذه الحالة فإن الحل الأفضل هو عملية زراعة الشعر.
ما هي عملية زراعة الشعر؟
تُعد زراعة الشعر عملية تجميلية لاستعادة الشعر للمنطقة المُصابة بالصلع أو التساقط، وذلك بملء فراغات الشعر باستخدام عدة تقنيات، وتكون الفكرة الرئيسية فيها هي نقل الشعر من منطقة ذات كثافة عالية من الشعر مثل جانبي، أو مؤخرة فروة الرأس إلى المنطقة الأمامية من فروة الرأس أو المنطقة المُصابة عمومًا، وتعود أصول عملية زراعة الشعر إلى الولايات المتحدة في القرن السابق، إذ كانت تتم هذه العملية عن طريق إزالة رباط ضيق من فروة الرأس على شكل حذوة حصان من الأماكن ذات كثافة عالية، واستعماله لملء المناطق ذات الكثافة القليلة أو المصابة بالصلع، بحيث بعد فترة من الوقت يبدأ الشعر بالنمو بشكل طبيعي في المنطقة الجديدة.
كيف تتم عملية زراعة الشعر؟
إذا قررت بالفعل الخضوع لعملية زراعة الشعر، فإنك سوف تمُرّ بعدة مراحل قبل القيام بالعملية.
أما عن مراحل عملية زراعة الشعر:
- مرحلة التجهيز والإعداد قبل العملية وهي أول مرحلة وذلك عن طريق إعداد مُقابلة شخصية مع الطبيب لعمل فحص طبي شامل لك، ويبدأ ذلك بأخذ التاريخ المرضي، والعائلي تفصيليًا، والتأكد إن كان لديك حساسية من أي مُستحضر طبي، أو إن كُنت مُصابًا بأية أمراض وراثية، أو غيرها، ومن المهم أيضًا عمل بعض التحاليل، والفحوصات اللازمة للتأكد من سلامتك قبل إجراء العملية، مع مرحلة التجهيز يتم تنظيف فروة الرأس وإعادة رسم الشعر.
- مرحلة التخدير إذ يتم استخدام المخدر الموضعي أولا في المنطقة التي سيزال منها رباط فروة الرأس، ثم استخدام تقنية التخدير الاهتزازي على جلد فروة الرأس للتقليل من الإحساس بالألم.
- مرحلة استخراج بصيلات الشعر من منطقة رباط فروة الرأس التي تم تحديدها إما في المنطقة الجانبية، أو المنطقة الخلفية من فروة الرأس، وتتم هذه المرحلة من خلال أحد التقنيات الآتية:
- زراعة الشعر بتقنية الشريحة (follicular unit transplantation): تتم هذه التقنية عن طريق استخدام الطبيب المشرط لعمل قطع بسيط في جلد فروة الرأس الخلفية، أو الجانبية حسب اختيار المنطقة المتبرعة، ويكون طول القَطْع عدة بوصات، ليتم بعد ذلك غلقها بعدة خياطات جراحية تجميلية بحيث لا يظهر لها أثر تمامًا، أما عن الجزء الذي تم استئصاله فيتم تقسيمه إلى عدة شرائح، وتحتوي كل شريحة على شعرة واحدة أو أكثر، وتتسم بأنها تقنية مؤلمة إلى حدٍ ما، ولكن عندما يتم زرع الشعر بهذه الطريقة تُضفي شكلًا طبيعيًا للشعر.
- تقنية الاقتطاف (follicular unit extraction): تتم هذه التقنية عن طريق اقتطاف بصيلات الشعر، أو بثور دقيقة من المنطقة المُتبرّعة باستخدام الإبر، وبعض الأجهزة الحديثة، وبعد اقتطاف هذه البصيلات يتم فصلها، وتنظيفها، وحفظها بطرق معينة لحين زرع هذه البصيلات، وتتسم هذه التقنية بأنها ليست مؤلمة، ولا تترك أية ندبات، بل تلتئم فورًا.
مرحلة زراعة البصيلات: وذلك عن طريق عمل بعض الثقوب الصغيرة في المنطقة المُصابة بسقوط الشعر، أو الصلع الوراثي، ويتراوح عدد هذه الثقوب من المئات إلى الآلاف، ثم يتم زراعة البصيلات واحدة تلو الأخرى، بحيث توضع الثقوب الصغيرة في المنطقة الأمامية من فروة الرأس، بينما توضع الثقوب الكبيرة في الأجزاء الخلفية من فروة الرأس، وتستغرق وقتًا طويلًا إلى حدٍ ما في العمليات يتراوح بين ثلاث إلى ثماني ساعات.
ما هي النتائج المنتظرة بعد إجراء عملية زراعة الشعر؟
يحتاج المريض من يومين إلى خمسة أيام حتى يستطيع العودة إلى عمله، أثناء هذه الفترة يتم صرف المضادات الحيوية، والمسكنات، ومضادات الالتهابات للمريض للتقليل من التورم، والألم الناتجين من هذه العملية وحتى يلتئم جرح فروة الرأس بسرعة.
قد يحدُث في المراحل الأولى بعد الانتهاء من العملية تساقط أوّلي للشعر قبل أن تبدأ البصيلات المزروعة بالنمو الطبيعي وهذا أمر طبيعي.
بعد مرور هذه المرحلة ينمو الشعر بالكامل بشكل طبيعي، ولكن يحتاج إلى فترة من الوقت قد تصل إلى ستة أشهر، ويبدو هذا الشعر المزروع كما لو كان طبيعيًا، ولكن يجب الاعتناء به عن طريق استخدام المستحضرات الطبيعية.
ما هي مخاطر ومضاعفات عملية زراعة الشعر؟
- قد تحدث بعض المضاعفات الناتجة عن عملية زراعة الشعر متمثّلةً في حدوث الآتي:
- نزيف فروة الرأس.
- الإصابة بالعدوى، والتهاب فروة الرأس، أو التهاب بصيلات الشعر.
- حدوث بعض التورّم في فروة الرأس، أو ظهور كدمات حول العين.
- حدوث بعض التنميل، وفقد الإحساس في منطقة الزراعة.
- تكوّن بعض القشور مكان الجراحة، والإحساس بالحكة في فروة الرأس.
- سقوط الشعر المزروع مؤقتًا أو دائمًا.
- يبدو الشعر المزروع بمظهرًا غير طبيعيًا.
وبالنهاية عليك زيارة الطبيب أولاً لمعرفة السبب الحقيقي وراء تساقط الشعر، وعمل الفحوصات اللازمة لمعرفة هذه الأسباب، وعدم اللجوء إلى عملية زراعة الشعر مباشرةً إلا بعد التأكد من عدم وجود أية أسباب أخرى من هرمونات، أو أمراض الغدة الدرقية، أو الأمراض المناعية، وغيرها من الأسباب، عندئذٍ يمكنك القيام بعملية زراعة الشعر للحصول على النتائج المرجوّة منها.
